روائع مختارة | قطوف إيمانية | أخلاق وآداب | إستعباد الكاثوليك للنساء في العصر الحديث

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > قطوف إيمانية > أخلاق وآداب > إستعباد الكاثوليك للنساء في العصر الحديث


  إستعباد الكاثوليك للنساء في العصر الحديث
     عدد مرات المشاهدة: 2019        عدد مرات الإرسال: 0

* نساء السخرة في مغاسل الكاثوليك يطالبن بالتعويض:

تعرضت الآف السيدات طوال سنوات للإجبار على القيام بأعمال شاقة في مغاسل كاثوليكية دون الحصول على أي مقابل مادي، كانت الراهبات يدرن هذه المراكز بيد من حديد بتواطؤ من الدولة والكنيسة.. والآن نساء السخرة هؤلاء يطالبن بتعويضات عن سنوات الذل.

كان عمر ميري ميريت، إحدى الضحايا، 17 عاما حينما تركت الملجأ وأرسلت إلى دير بشمال دبلن كما تقص مأساتها حيث تقول: كنت أشعر بالخوف على حياتي، لم أتحدث طوال أسبوعين، لقد كانوا هناك يعتقدون أنني صماء أو بكماء.

وأشارت ميريت إلى أنها قضت السنوات التالية في حياتها بمغسلة الدير حيث أجبرت 14 عاما على البقاء ولم تحصل على أي مقابل مادي مقابل عملها في هذا الجحيم كما تصفه.

وكان أغلب الفتيات أو السيدات اللواتي يتم إرسالهن لهذه المغاسل الكاثوليكية إما من مواليد علاقات خارج إطار الزواج أو أمهات عازبات تركن مع أبنائهن من قبل رجال.

وما تعرضت له ميريت في أيرلندا عانت منه الآف السيدات اللاتي تم إستغلالهن خلال سنوات وحرمانهن من كل حقوقهن في تلك الأديرة المعروف باسم الملاجىء المجدلية.

ودفع التقرير الذي قدمته لجنة شكلتها الحكومة مؤخرا للتحقيق في الموضوع رئيس الوزراء إندا كيني لطلب الصفح دون أدنى تأخير، إلا أن هذا الإعتذار، الذي تم إعداده بحرص كبير لتجنب طلب التعويضات، لم يكن كافيا بالنسبة للضحايا.

وتؤكد الكثير من شهادات الضحايا أن العمل في هذه الأديرة كانت تسير بأوامر الراهبات حيث كان يوجد مناخ من الإذلال والعبودية، حيث تقول إحدى الضحايا وتدعى مورين سوليفان: لقد وصل الأمر إلى أنهم حرموني من اسمي.

ولاقت هذه الفضيحة صداها في وسائل الإعلام التي إهتمت بالأمر وإستضافت عددا من الضحايا على رأسهم ميريت وسوليفان حيث قالت الأولى في إحدى البرامج التليفزيونية: باسم كل هؤلاء السيدات أطالب بتعويض وإعتذار من الحكومة ومن المجتمع ومن روما نفسها، أرغب أيضا في معاش تقاعد لقد عملت طوال 14 عاما ولم أحصل ولو على بنس واحد.

فيما أضافت سوليفان: الأمر يتعلق بمعرفة كيف كانت هذه الأماكن رهيبة وكم كان منفيها جلادين قساة.

* اعتــــذارات:

وكان رئيس الوزراء الأيرلندي قد أعرب عن أسفه الشديد لأن هؤلاء النساء أجبرن على العيش بهذه الطريقة، ولكنه إعترف أيضا بأن هذا الأمر يمس الحكومة، خاصة وأن الجيش ومؤسسات أخرى إنتفعت من عمل هؤلاء السيدات، وفقا لما كشفه تقرير لجنة تقصي الحقائق، في ظل وجود مؤشرات على تورط شركات أيرلندية كبرى في جرائم الإستغلال التي تعرضت لها هؤلاء النساء.

وقالت إحدى المنظمات الدينية المتورطة في القضية وتعرف باسم -أخوات الراعي الصالح- في بيان: هذا الأمر كان يجب ألا يحدث ونتفهم جيدا كم كان خاطئا ومحبطا، مع العلم بأن مثل هذه المنظمات كانت تخفي السبب الحقيقي وراء بقاء الضحايا في الأديرة أو المدة المحددة التي سيقضينها هناك.

ويبدو أن هذه الإعتذارات ليست كافية وبالأخص ما قاله رئيس الوزراء حيث تقول ميريت: لا أعتقد أننا سنحصل على إعتذار مناسب من إندا كيني، ولكن كيني من ناحيته يسعى للقيام بما يتطلبه الأمر حيث طلب بإطلاق نقاش برلماني بخصوص الموضوع خلال أسبوعين لكي يتمكن النواب من الحصول على الوقت الكافي لقراءة التقرير المكون من أكثر من ألف صفحة.

ويتناول تقرير اللجنة المسؤولة عن التحقيق فيما جرى قضايا أكثر من 10 آلاف سيدة في الفترة بين عامي 1922 و1996، حيث كان بعض الضحايا تم إرسالهن إلى الأديرة من قبل عائلاتهن، وطوال سنوات نفت الحكومة الأيرلندية تورطها في هذا الوضع الإستغلالي، ولكن وفقا للتقرير فإن حوالي ربع النساء اللاتي تعرضن لهذا الأمر تم إرسالهن إلى الملاجىء المجدلية بأمر من مؤسسات حكومية.

يذكر أن الملاجىء المجدلية أنشئت في 1780 لتوفير فرص عمل للعاهرات والنساء المعوزات حيث كان يسمح في بداياته وسنوات أخرى لاحقة للنساء بالدخول والخروج من هذه المراكز وفقا لرغبتهن، إلا أنه طوال فترات كبيرة ظلت أبواب هذه الأديرة مغلقة وفقة لشهادات الضحايا اللاتي أكد الكثير منهن أنهن ظللن محتجزات ضد رغبتهن.

لذا ترى ميريت أنه يتوجب على الحكومة أن تقوم بتجميع كل المعلومات المتاحة عن الموضوعة والتفكير فيما يجب فعله لمساعدة الأشخاص الذين دمرت حياتهن خلال سنوات الإستعباد في المغاسل.

وأشارت السيدة العجوز أنها تنتظر تحقيق العدالة منذ أكثر من 51 عاما، إلا أنها محبطة من طريقة تعامل الحكومة مع التقرير الصادر من لجنة التحقيق.

الكاتب: دبلن- فيونا سميث.

المصدر: موقع رسالة المرأة.